4 اسباب يكمن وراءهم سبب نسيانك للاشياء والمعلومات

ربما تساءلت يومًا ما لماذا انسى اسماء الاماكن والاشخاص؟ لماذا نسيت موقفًا حدث منذ شهر مثلًا ولم تنس موقفًا حدث لك منذ سنين وتتذكره بكل تفاصيله رغم مرور عدة اعوام؟ لماذا تنسى ما تذاكره بسرعة؟ ولماذا يزيد معدل النسيان في الامتحان؟ ماذا يفعل اولئك شديدو التركيز، احاديو الذاكرة؟ هل ولِد كل مِنا بذاكرة ضعيفة او قوية ام ان الامر قابل للتحكم؟!، ستجد اجابة لهذه الاسئلة في هذا التقرير.
كتب جيفري. ا. دادلي في كتابه «Double your learning power» ان: الخبرات التي نمر بها تتكون منها صور عقلية تنطبع في اذهاننا كاشكال في الذاكرة، وكل شكل مصحوب بقدر معين من الطاقة العقلية التي تُرسَم من اشكال اخرى في الذاكرة قد استقرت بالفعل، والسبب في ذلك ان لدى الانسان مقدارًا كبيرًا من الطاقة العقلية يمكن ان تتوزع على الخبرات التي يمر بها.
ومن هنا نتطرق لاول سبب من اسباب النسيان:
1- ضعف الصورة المنطبعة في الذهن
يرجع السبب وراء النسيان ان شكل الذكرى ينال مقدارًا قليلًا من الطاقة للبدء به او يتجه نحو اشكال اخرى من الذكريات، فان الخبرة التي ينوب عنها هذا الشكل تصير في طي النسيان.
يُعاني كثير من الاشخاص من سرعة نسيان اسماء الاشخاص والكتب والاماكن، وربما يزداد الامر صعوبة عندما يكونون وسط اناس يقابلونهم للمرة الاولى، فهنا تكمن مشكلة (عدم الانتباه على التركيز) فهؤلاء الاشخاص عندما يكونون بصحبة اناس يقابلونهم لاول مرة يكون تركيزهم اكثر على الانطباع الذي سوف يتركونه لهم، فاذا ذكرت اسماء الاشخاص او الكتب او الاماكن فانهم لا يستطيعون تذكرها لانهم لا يعطونها الانتباه الكافي. فاذا كنت تعاني من هذه المشكلة فلا داعٍ للقلق او تضخيم المشكلة، كل ما في الامر انك لم تعط الموقف الانتباه الكافي.
2- القمع
المؤلف الشهير بيرليوز اذ كان فقيرًا معدومًا وكانت زوجته مريضة, فاذا بوحي سيمفونية ياتيه ذات ليلة، فنهض من الفراش وشرع في تدوينها، ثم بدات حالة صراع مفادها:
(لو انني بدات هذا المقطع فساضطر لكتابة السيمفونية كلها، وهي عمل ضخم سوف يستغرق ثلاثة او اربعة اشهر، وهذا يعني انني لن اكتب مزيدًا من المقالات، وبالتالي لن اكسب مزيدًا من المال، ولن تجد زوجتي المريضة ضرورات العلاج، ولن اجد نفقاتي الشخصية ونفقات زوجتي، هذه الهواجس ارعبتني فالقيت بالقلم ساخطًاً ”سحقًا غدًا سوف اكون قد نسيتها“، ولكني في الليلة التالية سمعت المطلع بوضوح شديد واكاد اكون رايته مدونًا، وكنت على وشك ان اقوم من فراشي ولكن عادت هواجسي مرة اخرى فتشبثت مرة اخرى باطراف النسيان وخلدت الى النوم، واستيقظت في اليوم التالي كانت السيمفونية قد تسربت من ذاكرتي الى الابد).
اذًا فالقمع هو اقصاء الافكار غير المقبولة في اللاشعور بعيدًا عن الوعي، وتجد هذه العملية عندما تتصارع قوتان في اذهاننا حيث توجد رغبة في الاستدعاء تعارضها رغبة عارمة او ميل لعدم الاستدعاء. وتكمن اسباب قمع نشاط ما في الذاكرة لسببين اولهما؛ ان الشخص لو صار واعيًا بالنشاط المقموع سوف يصبح اكثر عرضة للشعور بالاضطراب والقلق، لذلك يكون الانسان عرضة لنسيان الاحداث التي تعارض مع راحة البال واحترام الذات اكثر من الاحداث التي لا تمس هذين الامرين.
السبب الثاني هو ارتباط الحدث المقموع، الذي قد يكون بغيضًا في حد ذاته، بحدث اخر مرذول. فمن السهل نسيان موعد مع طبيب الاسنان اكثر من ميعاد مع اصدقائك مثلًا. حيث ان القمع هو المسئول عن سوء التوافق مع النفس والاضطراب العاطفي، وبالتالي كلما زاد رضا الشخص عن نفسه كلما توافق مع ذاته، وعلى العكس كلما قل رضاه عن نفسه كلما صار اقل توافقًا مع ذاته.
3- الاهمال
هذا هو السبب الرئيسي انك سرعان ما تنسى ما تتعلمه في المدرسة و الجامعة او تنسى معلومات قراتها في كتاب، فعند هجر الشكل تقع التجربة في حيز الاهمال. فمن الطبيعي ان ينسى المرء معظم ما قد تعلمه خلال ايام قلائل بعد تعلمه ما لم يعتمد على المراجعة الدائمة، حيث ان صور الذاكرة تتلاشى بانقضاء الزمن.
وقد لاحظ عالم النفس Ebbinghaus ان بعد مرور ساعة واحدة قد نسي 56% من المادة التي درسها، ولكن بعد مرور تسع ساعات كان قد نسي 8% فقط زيادة، وبعد يومين زادت النسبة 6%، وبعد مرور شهر زادت النسبة الى 7%، بمعنى ان حوالي 70 % من مقدار ما نسي في الشهر الاول نُسي في الساعة الاولى.
اذا كان يكمن سبب النسيان لديك في الاهمال فاليك الحل: التكرار، ولكن انتبه لقوانين التكرار فمن خلال البحث الذي قام به Ebbinghaus، وجُد ان افضل طريقة لتلاشي النسيان ان تنعش شيئًا
في الذاكرة بعد التعرض للخبرة مباشرة بقدر الامكان بدلًا من الانتظار.
4- التداخل او التشويش
ربما سمعت نصيحة من قبل ان لا تذاكر مادتين يُعتمد في مذاكرتهما على الحفظ مثلًا في نفس اليوم، او مادتين يُعتمد في مذاكرتهما على حل المسائل كالفيزياء والرياضيات مثلًا. النسيان ليس مترتبًا كليًّا على مرور الوقت ولكن ايضًا على ما يحدث للذاكرة خلال مرور هذا الوقت! ذلك ان التداخل يحدث بين مجموعة من الذكريات، ومجموعة اخرى، وهذا التداخل ينقسم الى نوعين: اولهما الكف الرجعي؛ بمعنى انك قد تنسى ما درسته لانك تعلمت شيئًا اخر فيما بعد، ويتحدد هنا مقدار النسيان على مقدار التشابه بين الموضوعين، اذ يكون التداخل اكثر نشاطًا اذا تشابهت المادة الدخيلة مع المادة المخزونة اصلًا.
ثاني شكل من اشكال التداخل هو الكف التقدمي؛ بمعنى ان يتداخل ما قد حدث مسبقًا مع ما يحدث في الوقت الحالي، فمثلًا يكون عجزنا عن تذكر فصل ما في مادة التاريخ اننا قد تعلمنا قبله درس في علم الاجتماع، وهذا يبين ان النسيان عملية تداخل متبادل او نشاط متبادل بين انواع المعلومات المختلفة التي تراكمت في اذهاننا نتيجة القراءة.
من اكثر المصادر شيوعًا لمسالة الكف التقدمي هو الجانب الوجداني العاطفي في الطبيعة الانسانية حيث ان العاطفة تجعل الناس شاردي الذهن، فالتداخل الذي تسببه الصراعات العاطفية الداخلية هو جدير بان يكون سببًا حيويًّا في نسيان ما تم محاولة تخزينه في الذاكرة بشكل مؤقت!
وبعد ان تعرفت على اسباب النسيان، فاذكر لنا ما اين يكمن سبب النسيان عندك؟ وما رايك في هذه الاسباب؟
ساسة بوست

Please rate this

0 1 2 3 4 5
Scroll to Top