قد يبدو الامر غريبا لاول وهلة، لكن بالفعل هناك اماكن في العالم يحظر ان يموت الناس فيها لاسباب متنوعة، فعلى سبيل المثال هناك مدينة نرويجية تشهد درجات حرارة منخفضة جدا لدرجة لا تسمح لجثامين الموتى بالتحلل، بينما اصدر عمدة مدينة ايطالية مرسوما يامر فيه السكان بالاعتناء بصحتهم قدر الامكان لتجنب الوفاة نظرا لتراجع التعداد.
ورصدت صحيفة «هفنغتون بوست» في نسختها الايطالية عشرة اماكن متناثرة حول العالم لا يسمح بالموت فيها، وهي:
1 – جزيرة ديلوس (اليونان)
في شتاء عام 425 قبل الميلاد قرر الاثينيون «تطهير» الجزيرة، حيث فتحوا المقابر الموجودة ونقلوا ما بها من رفات ومحتويات الى جزيرة رينيا القريبة، حيث تم دفنها في مقبرة مشتركة. ومنذ ذلك تم اقرار انه لا احد ينبغي ان يولد او يموت في ديلوس، وان المصابين بامراض خطيرة عليهم الانتقال الى جزيرة رينيا. والى الان لم يولد او يمت او يدفن احد في الجزيرة المقدسة، وظل سكان ديلوس بلا وطن. وفي عام 422، انهى الاثينيون «التطهير» بنفي السكان المحليين خارج الجزيرة.
2 – استوكوشيما (اليابان)
يُحظر في الجزيرة اليابانية البالغ عدد سكانها 1800 نسمة الولادة او الموت، نظرا لقداستها وفق ديانة «شنتو»، ويتعين على النساء الحوامل وكبار السن والمرضى ترك المكان المقدس قبل الولادة او الوفاة. ولهذا السبب لا يوجد في الجزيرة اقسام بالمستشفيات لامراض النساء ولا مقابر.
3 – لونغييربين (النرويج)
في اكثر مدن ارخبيل سفالبارد، شمال النرويج، سكانًا (نحو الفي شخص) يحظر الموت منذ 70 عامًا، ويرجع السبب الى درجات الحرارة المنخفضة جدا في المدينة، والتي تعيق التحلل السريع لجثامين الموتى. وظهرت مشكلة البرد القارس خلال الوباء الذي انتشر بين عامي 1917 – 1920. وبعد 13 عاما ادركت السلطات ان جثامين الموتى ظلت كما هي تقريبا، ومن ثم من الممكن للفيروس ان يعاود الانتشار، وهكذا تم اغلاق مقبرة المدينة عام 1930، ومن حينها لا يتم دفن الموتى بالمدينة، ومنذ 1950 يحظر الموت في المدينة. ولا يوجد بالمدينة حتى دور لرعاية المسنين.
4 – لانخارون (اسبانيا)
الموت محظور ايضا في مدينة لانخارون، احدى مدن الاندلس التي يقطنها 4 الاف شخص، وفق قانون وضعه عمدة البلدة الاسبانية عام 1999، بسبب عدم موافقة الحكومة على الطلبات المتكررة لتوسيع المقبرة شبه الممتلئة تقريبا.
5 – لافاندو (فرنسا)
تم التصديق على قرار حظر الوفيات عام 2000 من جانب عمدة البلدة الفرنسية انذاك، وذلك نظرا لعدم وجود اماكن بالمقابر، وكان هذا هو الرد الوحيد الممكن على الحكم القضائي الغريب الذي يحظر بناء مقبرة جديدة لانها «قد تشوه جمال المكان المختار لاقامتها».
6 – بيريتيبا ميريم (البرازيل)
بيريتيبا ميريم هي بلدة صغيرة يقطنها مزارعون في ضاحية ساوباولو، ولعدم وجود مساحة لتوسعة المقبرة المحلية، ولعدم وجود امكانية للجوء الى حرق الموتى، يحظر الموت في البلدة منذ عام 2005 لعدم الاضرار بالتكوين الخاص للاراضي المحلية.
وجاء في الامر الذي عممه مجلس البلدة «على المواطنين الاعتناء بصحتهم كي لا يموتوا والا فسيعرضون انفسهم للعقوبة».
7 – كونياك (فرنسا)
صدر «حظر الموت» رسميا بالبلدة الفرنسية الواقعة قرب تولوز عام 2007، فحينما ترجى عمدة المواطنين الذين لا يملكون مقابر خاصة بهم ان يموتوا بعيدا عن المدينة فلا يوجد مكان للدفن في المقبرتين الموجودتين فيها، والمكان الوحيد المتاح لاقامة مقبرة الى جوار احدى الثكنات العسكرية، لكن بعدها وافق وزير الدفاع الفرنسي على اقامة المقبرة.
8 – ساربورين (فرنسا)
هي قرية غاية في الجمال جنوب فرنسا، والتي اصدر عمدتها عام 2008 مرسوما يحظر الموت فيها، بعدما رفضت المحكمة طلبه بتوسيع المقبرة الموجودة بالقرية، ليس هذا فحسب بل انه ستتم معاقبة من يموت في القرية.
9 – فالتشانو دل ماسيكو (ايطاليا)
هي بلدة في مقاطعة كازرتا يقطنها 4 الاف شخص، ولا يوجد بها مقبرة منذ عام 1964، وهكذا لم يجد عمدة البلدة مفرا من اصدار حظر للوفاة داخل البلدة، وقال: «هو قرار استفزازي قليلا، لكنني قمت به لتحريك مشاعر الاجهزة المختصة».
10 – سيليا (ايطاليا)
هي بلدة صغيرة ترجع للعصور الوسطى وسكانها في طريقهم للانتهاء تماما، فنحو 60 في المائة من السكان عمرهم اكبر من 65 عاما، وهكذا اصدر عمدة البلدة الواقعة في اقليم كالابريا جنوبي ايطاليا قرارا يحظر الموت، كما دعا المواطنين للاعتناء بصحتهم.