5 كتب تفضح فساد المؤسسات العسكرية في بلادها

يصنع الحروب رجال لم يذهبوا لحرب قط، يخوضها جنودًا ويخرجون منها مذنبين، دون سبب واضح لخوضهم تلك المعركة يفقدون فيها ادميتهم، يكتبون يومياتهم عن احداث دامية ضد اكثر المؤسسات تكتمًا وتحفظًا على اسرارها، ليكتب الجنود حول العالم كتبًا تهدد امن الجيش، وتهدد بقاءهم احياءً بعد هذا التحدي.
“خطوة الى الامام” لويس جونثلو سيجورا
بعد ما شاهده من جميع انواع الانحرافات بين القيادات العليا, خلال الـ12 عامًا التي قضاها في الخدمة العسكرية, كملازم اول في الجيش الاسباني, قرر لويس جونثلو فضح الوضع علانية من خلال كتابه، واصفًا الانتهاكات في مؤسسة القوات المسلحة، والتي وصفها كدولة موازية وكتومة بالكامل مع المجتمع الاسباني, ووفقًا لكتابه فقد ذكر لويس عن احدى مهماته في جرد للمعدات المعلوماتية بوجود مخالفات مالية بنسبة 30% اي بمليارات، وعندما حاول الابلاغ عن ذلك امام القضاء العسكري قام القاضي بغلق القضية دون مراجعة المعلومات, مع افصاحه عن صفقات بيع المعدات على الانترنت، وتبذير المال العام، ووجود فائض كبير في القيادة التي تزيد على عدد الجنود الفقراء باكثر من 10 الاف قائد ورثوا مناصبهم، وهو ما ارجعه لويس للحصانة داخل المؤسسة, ورغم ما حققه الكتاب من نجاح حتى طبعته السادسة خلال اربعة اشهر من صدوره، الا ان لويس الان مضربًا عن الطعام في السجن العسكري، بعد الحكم عليه بشهرين لتاديبه بسبب كتابه، مع احتمال طرده من الجيش.
“الحرب القذرة” حبيب سويدية
عن معاناة ان تكون فردًا في القوات الخاصة اثناء المواجهة، تاتي شهادة الحبيب سويدية وهو مظلي سابق في القوات الخاصة بالجيش الجزائري, شهادة لضابط عاش يومًا بيوم تلك الحرب القذرة التي مزقت الجزائر منذ عام 1992, ليحكي عن التعذيب والاعدامات العرفية، والتي نفذها بنفسه دون احكام, والية عمل الجيش من الداخل، والتقدير الخاطئ للجنرالات لعواقب قراراتهم؛ مما يكشف دمويتهم التي حاولوا نقلها لجنودهم المكرهين على ذلك تحت تاثير المخدرات، وعمليات التطهير الداخلية، واشراف الجيش بعد انقلاب 1992 العسكري على تركيبة الحكومة والقضاء، والتضليل الاعلامي وصمت وسائل الاعلام، ومن ثم المجتمع الدولي بعد التعتيم على ما يحدث بالجزائر, لياتي هذا الكتاب بالحكم على الحبيب بالسجن 20 عامًا فور صدوره، الذي حقق المبيعات الاعلى بفرنسا والجزائر.
كسر الصمت: شهادة 180 ضابط وجندي اسرائيلي
الكتاب الصادر عن المنظمة الاسرائيلية غير الحكومية “كسر الصمت”, وهي المنظمة التي سبق ونشرت شهادات واشرطة وصورًا عن عمليات تعذيب الفلسطينيين على ايدي الجنود الاسرائيليين, لتصدر كتابًا بنفس الاسم يروي فيه جنود اسرائيليون سابقون مهماتهم في الضفة الغربية وغزة، منذ عام 2000 وحتى 2009. يكشفون فيه عن هوياتهم مطلقين الجدل حول اداء الجيش الاسرائيلي والكليشيهات العديدة حول الفلسطينيين في رؤوس الاسرائيليين، والتي ادت لارتكابهم ممارسات عمياء، كان يقتلون المسحراتي كل رمضان في كل الشوارع فور ان يقرع طبلته دون انذاره, وفي احد اجزاء الكتاب يروون كيف كان الجيش يخدم مصالح المستوطنين على حساب السكان الفلسطينيين، ومهاجمة المستوطنين لهم دون تدخل الجيش، وكيف كانوا يلاحقون المدنيين الفلسطينيين العزل، ويقومون بتصفيتهم قبل ان يستطيعوا الوصول للملاجئ، وتفخيخهم للمنازل، واخراج العائلات من بيوتها عنوة دون ان يعرفوا السبب.
“كانوا جنودًا” ان جونز
امضى جونز الوقت الاكبر من عمله كصحفي مستقل في افغانستان، يهتم بحقوق الانسان ويدون ابحاثًا بشان اساءة معاملة النساء، ويحكي في كتابه عن حال العائدين من الحرب الامريكية في افغانستان، وينقل شهاداتهم وهم يروون فظائع الحرب بعدما ادمن معظمهم الخمر لينسوا ذنوبهم, فبين الجنود والاطباء والممرضات يعاني الكثير من نوع اخر من الاعتداء, من صدمة الحرب, وسط رفض الثقافة العسكرية الاعتراف باتلافها نفوسهم، لينتهوا ضحايا كالمدنيين الافغان, ومن اكبر قاعدة امريكية بافغانستان امضى جونز عامًا في المستشفيات، يشاهد جثث جنود مزقتها العبوات الناسفة مسجلاً 800 عملية بتر لاعضاء، لتكتب الصحف الامريكية عن جنود يركبون الدراجات ويمارسون رياضة التزلج بساقين جديدتين من انتاج الدولة، وكانهم يشترون زوجًا من الاحذية، وتصورهم الدولة ابطالاً، بينما هم تروس الاتها يملؤهم بالرصاص.
“رينجر في الحرب مع النخبة” توماس راثساك
وهو الكتاب الذي تسبب في عزل الكاتب والعسكري توماس راثساك، واستقالة رئيس هيئة الاركان الدانماركية الجنرال تيم سلوث يورغنسن، بعدما فضح توماس العمليات العسكرية والمهمات الخاصة التي قام بها كمقاتل، والية عمل القوات الدانماركية مع القوات الامريكية في افغانستان والعراق؛ مما ادى لتوجيه الاتهام لمستشار وزير الدفاع بتسريب معلومات حول ارسال الدانمارك قوات المهمات الخاصة الى العراق 2007, وقد اقام الجيش دعوى ضد الكتاب لاضراره بامن الجيش، والتي سقطت لعدم جدواها بعدما نشرت صحيفة البوليتيكن الكتاب كملحق لها، ونشره على ويكيليكس متضمنًا المخالفات القانونية الدولية التي قامت بها القوات الخاصة الدانماركية في الحرب.

Please rate this

0 1 2 3 4 5
Scroll to Top