علي العميدي شاب عراقي يعيش كلاجئ في تركيا، ينجز اعمالا فنية دقيقة تعرف بالمصغرات.
ويعد فن المصغرات من الفنون القديمة، وفكرته مبنية على بناء مجسمات تحاكي مشهداً ما في زقاق او حي في احدى المدن، ولكن بتفاصيل دقيقة جداً.
بدا علي العمل على المصغرات في عام 2010 عندما وجد بالصدفة نوعا من الخشب يسمى (البالسا)، وهو خشب يسهل قطعه وتشكيله.
ولكن الفكرة كانت تدور في راسه قبل ذلك التاريخ بسبب قراءته لكثير من الروايات المترجمة عندما كان طفلاً، ومحاولته حينها تخيل اجواء القصة.
وقال العميدي انه لم يدرس الفنون مطلقا بل درس الهندسة الالكترونية، وصنع مشاهد لعدة للمدن عبر برامج التصميم من خلال الكومبيوتر، بيد انه افتقد الى ان يلمس تفاصيل عمله بانامله.
على الرغم من دقة مكونات المشهد المصغر، الا ان التفاصيل واضحة لمن يمعن النظر فيها
وواجه صعوبة في بادئ الامر لعدم توفر المواد الاولية من ناحية، وعدم معرفته تفاصيل عن هذا الفن، ليدرسه، من ناحية اخرى.
ويقول العميدي انه بنى مصغرات لمشاهد في باريس ولندن ومحلات في نيويورك، مستوحاة مما قراه في الروايات والقصص والقديمة.
وتبرز في اعمال الفنان العراقي الشاب، الجوانب القاسية والقديمة التي تظهر ما فعل الزمن بتلك المدن، وينوي صناعة مصغرات اخرى لمدن في اسيا حيث التفاصيل الغزيرة كما قال.
وحسب العميدي فان المصغر الواحد يحتاج ما بين شهرين الى ثلاثة اشهر لانجازه، بسبب حاجته الى دراسة شكل واجواء المدينة، بالاضافة الى الوقت الطويل في قطع وتشكيل مكونات المشهد باحجام وتفاصيل صغيرة جدا.
وسالته بي بي سي عن سبب غياب مصغرات لبغداد ضمن اعماله، فقال انه ان اراد تجسيد مشهد من العراق في احدى المصغرات فسيحمل ذلك المشهد معه الحزن والالام، وهو ما يراه في الوقت الراهن متاجرة باوجاع البلد من اجل تحقيق شهرة وانتشار لاعماله.
ويقول العميدي انه لم يتلق اي دعم او تشجيع في بلده، الا ان اصدقاء عراقيين وفناني مصغرات اجانب دعموه وساعدوا في نشر اعماله في الخارج.
وعلى الرغم من صعوبة السفر خارج تركيا بالنسبة اليه لكونه لاجئا، الا ان العميدي يقول انه يتمنى ان يتمكن من المشاركة في المعارض الدولية في وقت قريب، ولا ينقصه التفاؤل بالمستقبل كما يقول.