قالت ايرينا بوكوفا، مديرة منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، اليونسكو، الاربعاء ان المواقع الاثارية في سوريا تنهب “على نطاق مذهل”، وان عوائد بيع هذه الاثار المنهوبة تمول متطرفي تنظيم “الدولة الاسلامية.”
وقالت بوكوفا ان “الصور الفضائية تظهر ان المواقع الاثارية في سوريا تنخرها الالاف من الحفريات غير القانونية مما يثبت ان اعمال النهب جارية على نطاق صناعي مذهل.”
واضافت في كلمة القتها امام مؤتمر يعقد في العاصمة البلغارية صوفيا لبحث سبل محاربة نهب الاثار السورية “ينبغي ان تكون محاربة الاتجار بالاثار من اهم الاولويات، لان هذه التجارة تمول نشاطات المتطرفين.”
وقالت في كلمتها “ان العالم ينتظر منا القيام بخطوات حاسمة لوقف تمويل المتطرفين من هذا المصدر.”
وكان مسلحو “الدولة الاسلامية” قد هدموا اثنين من اهم المعابد في مدينة تدمر الاثرية منذ استيلائهم على المدينة في ايار / مايو الماضي.
كما اعدم التنظيم في اب / اغسطس الماضي المدير المتقاعد لهيئة الاثار في تدمر، خالد الاسعد وعلقوا جثته في الشارع.
ووصفت بوكوفا الدمار الذي انزله التنظيم في اثار تدمر بانه “جريمة وقحة ضد الحضارة لان اثار تدمر كانت رمزا لحوار الثقافات واثبات عملي على قدرة الحضارات على التفاعل فيما بينها. هذا ما يريد المتطرفون تدميره.”
كما خاطب مدير الاثار في سوريا مامون عبدالكريم المؤتمر باتصال عن طريق الفيديو قائلا “لا يريدون تدمير تاريخ سوريا فقط، بل يريدون محو صفحة كاملة من التاريخ الانساني.”
وقال “نحتاج الى دعم ومساعدة المجتمع الدولي، فقد ان الاوان لتعبئة كل الموارد من اجل انقاذ الاثار السورية من الكارثة التي تمسنا جميعا.”
وحثت بوكوفا من جانبها الاتحاد الاوروبي لتشديد قوانينه الخاصة باستيراد الاثار، ولكنها اضافت في حديث للصحفيين على هامش المؤتمر ان الاثار تباع في شتى ارجاء العالم وليس فقط في اوروبا والولايات المتحدة.
وقالت “ان الخطوة الاولى التي يجب ان تتخذ على المستوى الدولي تتلخص في التصديق على ميثاق يونسكو لعام 1970 حول تحريم ومنع تصدير واستيراد ونقل ملكية الممتلكات الثقافية غير القانونية، وتطبيقه.”
كما شددت المسؤولة الدولية على ضرورة شن حملة دولية تهدف الى “التصدي لدعوات التطهير الحضاري” التي يطلقها تنظيم “الدولة الاسلامية.”